اعترف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بهزيمته في الانتخابات العامة اليوم الجمعة وبفوز حزب العمال المعارض، الذي حقق انتصارا ساحقا في الانتخابات التشريعية الخميس، منهيا بذلك 14 عاما متتالية من حكم المحافظين وليفتح أبواب داونينغ ستريت أمام زعيمه كير ستارمر.
وفي حدود الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش كان حزب العمال قد ضمن أكثر من 340 مقعدا أي أكثر من المقاعد الـ326 الضرورية للحصول على الأغلبية المطلقة في مجلس العموم والتمكن من تشكيل الحكومة البريطانية المقبلة بمفرده.
ووفقا لنتيجة استطلاع لآراء المقترعين نشرتها قنوات تلفزيونية بريطانية، سيحصل حزب العمال (يسار وسط) على 410 من أصل 650 مقعدا في مجلس العموم، متقدما بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصتهم بـ131 مقعدا في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.
وقال زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر إن البلاد صوتت لصالح التغيير وإن الوقت قد حان لأن يفي حزبه بوعده، وذلك بعد فوزه بمقعد في البرلمان. وأضاف ستارمر: "قال الناس كلمتهم هنا وفي جميع أنحاء البلاد الليلة، وهم مستعدون للتغيير. التغيير يبدأ هنا".
بدوره، حقق حزب "إصلاح بريطانيا" المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع، بحصوله على 13 مقعدا نيابيا، حسب الاستطلاع.
وتفتح هذه النتيجة الباب واسعا أمام حزب العمال لتشكيل الحكومة المقبلة، في حين أنها تمثل هزيمة مدوية للمحافظين الذين تقلصت حصتهم من 365 نائبا انتخبوا قبل 5 سنوات إلى 131 نائبا فقط. أما حزب الديمقراطيين الليبراليين (وسط)، فسيحصل في البرلمان المقبل على 61 نائبا.
ويتطلع الناخبون البريطانيون إلى التغيير بسبب سياسات التقشف وأزمة تكاليف المعيشة، ونظام الصحة العامة المتهالك، ما دفع المحافظين في الأيام الأخيرة إلى الإقرار بأنهم لا يسعون إلى الفوز بل إلى الحد من الغالبية التي يتوقع أن يحققها حزب العمال.
"فصل جديد"
في حال عدم حصول أي مفاجآت، يتوقع أن يكلف الملك تشارلز الثالث الجمعة كير ستارمر زعيم حزب العمال والمحامي السابق البالغ 61 عاما، تشكيل حكومة بعدما أعاد حزبه إلى يسار الوسط وتعهد إعادة "الجدية" إلى السلطة.
وسيكون وصوله إلى داونينغ ستريت بمثابة وصول زعيم معتدل، في حين يتقدم اليمين المتطرف في فرنسا، ويحظى دونالد ترامب بفرص للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخريف والعودة إلى البيت الأبيض.
وقبل فتح صناديق الاقتراع، قال ستارمر الذي دخل عالم السياسة قبل تسعة أعوام فقط، "يمكن للمملكة المتحدة أن تفتح اليوم فصلا جديدا. حقبة جديدة من الأمل والفرص بعد 14 عاما من الفوضى والانحدار". وأدلى ستارمر بصوته في شمال لندن برفقة زوجته فيكتوريا.
كذلك أدلى سوناك بصوته صباح الخميس في دائرته الانتخابية في شمال إنكلترا، مع زوجته أكشاتا مورتي. وحذر سوناك البريطانيين عبر منصة "اكس" من إخضاعهم لضرائب أعلى "خلال بقية حياتهم".
ودعي 46 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع لتجديد مقاعد مجلس العموم المؤلف من 650 مقعدا. ويتم انتخاب كل نائب بالنظام الفردي، ما يعطي الأفضلية للأحزاب الرئيسية. وفتحت مراكز الاقتراع الساعة السابعة صباحا وأغلقت عند الساعة 22,00 (السادسة صباحا حتى الساعة 21,00 ت غ).