بدأت طواقم طبية وفنية، مساء الإثنين، إخلاء "مستشفى غزة الأوروبي" من المرضى والجرحى والأدوات والأجهزة الطبية، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء منطقة الفخاري التي يقع في نطاقها المستشفى، ومناطق شرقية أخرى بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي وقت سابق من أمس الاثنين، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق شرق مدينة خان يونس بالإخلاء "الفوري" بزعم أنها "مناطق قتال خطيرة".
ولم يأمر جيش الاحتلال المستشفى رسميا بالإخلاء، إلا أنه يقع في منطقة الفخاري التي أنذر بإخلائها، علما أن "مستشفى غزة الأوروبي" يعدّ من المستشفيات القليلة الباقية والعاملة في القطاع.
وقالت مصادر طبية، إن "الطواقم الطبية بدأت بإخلاء المستشفى من أعداد من المرضى والجرحى، وتحويلهم إلى مستشفى ناصر وسط المدينة".
وأفادت المصادر بأن الطواقم بدأت أيضًا بإخلاء "المستشفى من الأدوات والأجهزة الطبية"، خشية من تضرّرها في حال تعرّض المستشفى أو محيطه للقصف.
ومنذ بدء الحرب، عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفياتها من الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
والاثنين، توعّد جيش الاحتلال في اتصال مسجل، ورد سكان المناطق الشرقية، بـ"العمل بقوة شديدة وبشكل فوري في المنطقة".
وخاطب متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، "كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق القرارة وبني سهيلا ومعن والمنارة وجورة اللوت، والفخاري، وخزاعة والإقليمي، وبلدية الشوكة والنصر".
وزعم في بيان له على منصة "إكس"، أنه "من أجل أمنكم، عليكم الإخلاء بشكل فوري للمنطقة الإنسانية".
وشهدت المناطق التي أنذرها جيش الاحتلال بالإخلاء حركة نزوح واسعة، واتجه غالبية النازحين لمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، والمكتظة أصلا بالنازحين، وفق إفادة شهود عيان.
والمواصي هي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورًا بغرب خانيونس حتى غرب رفح.
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
ويعيش النازحون في المواصي وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت نحو 125 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.
وتواصل "إسرائيل" حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.