توقعت وحدة الخبراء الاقتصاديين في مجلة الإيكونوميست أن تستمر سياسة أبوظبي في توسيع نطاق وجودها في شرق أفريقيا حتى 2028م وهو ما سيعرض أفرادها ومنشآتها للهجمات.
يأتي ذلك بعد أن أنشأت أبوظبي وستقوم بتشغيل مستشفى ميداني جديد بتكلفة 50 مليون دولار أمريكي بسعة 20 سريراً في تشاد، وهو المستشفى الثاني الذي تفتتحه دولة الإمارات في المنطقة التي شهدت تدفقات ضخمة من اللاجئين بسبب الصراع المدني في السودان.
وقالت الوحدة إن هذا المشروع يشكل جزءا من استراتيجية أوسع للسياسة الخارجية لدولة الإمارات، مع زيادة التركيز على شرق أفريقيا.
وأضافت الوحدة: يتزايد اهتمام أبوظبي بشرق أفريقيا في الوقت الذي تحاول فيه الدولة تطوير روابط تجارية وتأمين الوصول عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي في البحر الأحمر.
ولفتت إلى أن السياسة الخارجية للدولة ما زالت تسترشد بالمصالح التجارية، حيث تهدف المشاركة الدبلوماسية والإنسانية والأمنية إلى تعزيز مكانة الدولة الدولية وفتح الفرص أمام الشركات الإماراتية.
وأشار التقرير الذي اطلع عليه "الإمارات 71" إلى أن لدولة الإمارات مصالح استراتيجية في مجال الأمن البحري والغذائي والموارد المعدنية في شرق أفريقيا.
ومع ذلك، أثارت أنشطة أبوظبي في المنطقة انتقادات خاصة وأنها تتهم بدعم ميليشيا قوات الدعم السريع في السودان. وهو ما يثير الجدل والخلاف مع الجارة السعودية التي تدعم القوات المسلحة السودانية المنافسة.
وترفض الإمارات مزاعم بأنها تطيل أمد الصراع في السودان، وتؤكد أن مشاركتها إنسانية بالدرجة الأولى.
كما توقع التقرير أن يؤدي نشاط أبوظبي في شرق أفريقيا إلى بعض الانتقادات دوليا وقد يؤدي إلى هجمات ضد رعاياها أو منشآتها.
وفي فبراير، قُتل ثلاثة أفراد عسكريين إماراتيين في الصومال على يد جماعة الشباب المسلحة الإرهابية، على الرغم من أنها تسعى إلى الحد من التدخل المباشر في هذه الصراعات.
ولفت إلى أن الإمارات سوف تعزز نفوذها في شرق أفريقيا في المقام الأول من خلال المساعدات المالية والاستثمار والدبلوماسية.
ويذهب التقرير إلى مناقشة الدور الذي تلعبه موانئ دبي العالمية في القرن الأفريقي، حيث ساعدت في تطوير ميناء بربرة في منطقة أرض الصومال المتمتعة بالحكم الذاتي في الصومال. ومن الناحية الدبلوماسية أيضًا، دعمت الإمارات اتفاق يناير الذي منح إثيوبيا حق الوصول إلى ميناء بربرة، على الرغم من المعارضة المصرية القوية.
وحسب التقرير فقد برزت إثيوبيا كحليف مهم لدولة الإمارات في المنطقة، حيث ورد أن أبوظبي زودت أديس ابابا بطائرات بدون طيار مسلحة لمساعدة الجيش الإثيوبي في الصراع في منطقة تيغراي الإثيوبية.
وتشير إلى أن الإمارات أبرمت اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع كينيا في فبراير 2024، وفي تنزانيا المجاورة، فازت موانئ دبي العالمية بمناقصة في أواخر عام 2023 لتحديث وتشغيل جزء من ميناء دار السلام، وهو ما يرقى إلى مستوى العلاقات التجارية والأمنية الكبيرة في شرق أفريقيا.
ويتوقع التقرير أن تشهد خطط الإمارات المتوسعة في شرق أفريقيا منافسة كبيرة من قوى أجنبية أخرى بما في ذلك الصين والسعودية.