كشف رئيس مركز الرائد للدراسات في الجزائر، سليمان شنين، النقاب عن أن الهدف من زيارة محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبو ظبي إلى الجزائر، كانت تستهدف أساسا التأثير على المبادرة الجزائرية المزمع عقدها في الجزائر بين الفصائل الليبية.
وأكد شنين في تصريحات لصحفية "الرائد" الجزائرية، اليوم الأربعاء (22|10)، أن للإمارات دور رئيسي في إفشال المبادرة الجزائرية في ليبيا، بسبب رفضها لدعوة المتشددين الاسلاميين، وخاصة الإخوان المسلمين، وجناح بلحاج المسيطرعلى نصف طرابلس، للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وكشف شنين النقاب عن أن الطرح الإماراتي، لاقى رفضا جزائريا من حيث المبدأ، حيث أكدت الجزائر على شمولية الحوار، وعدم استثناء أي فصيل إلا من أقصى نفسه، في الوقت الذي نفت فيه أطراف ليبية محسوبة على المجموعات الإقليمية التي تضم الإمارات ومصر، الحضور، بذريعة أنها لم يتلقوا أي دعوات للحضور".
وأضاف: "لست ممن يتحدث عن الاحجام السياسية، واعتبر أن أبوظبي يمكن أن تعيد حساباتها في المعادلة الدولية، وبدل أن تقوم بنفس الفلسفة وهي محاولة الانتقام من الاخوان المسلمين بعد مسرحية المحاكمة، التي اجريت لبعض الاسلاميين في الامارات، والتي اتهموا فيها بمحاولة الانقلاب على الامارة والشيوخ، وهي تعرف جيدا أن العناصر التي حوكمت براء من كل الاتهامات، ألا انها منذ تلك اللحظة أعلنت حربا لا هوادة فيها على كل من له صلة بالإخوان المسلمين، بما فيها موضوع المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة "حماس".
وأشار شنين إلى أن الرئيس الجزائري يقدر للإمارات مواقفها سواء السابقة أو الحالية، لكنه استدرك بالقول أن "حكمة الرئيس الجزائري ترفض طرحهم في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الأمة العربية".
مضيفا أن "الشأن الليبي يدخل ضمن المصالح الاستراتيجية والأمن القومي المباشر، الذي ترفض الجزائر أن تمارس عليها أي ضغوط، فبالأمس القريب رفضت ضغوط الناتو واليوم أكيد أنها سوف لن تتجاوب مع طلبات الصديق الإماراتي"، على حد تعبيره.