أجرت إيران مناورات عسكرية، انطلقت يوم أمس الثلاثاء من جزيرة "أبو موسى" الإماراتية المحتلة، في خطوة استفزازية جاءت بعد أيام من تأييد روسيا، الحليف الرئيسي لإيران، لمطالبات الإمارات بالتفاوض بشأن الجزر الإماراتية الثلاث (أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى) التي تحتلها إيران منذ بداية سبعينات القرن الماضي.
ومنذ عام 1992، تسعى الإمارات لإحالة قضية احتلال إيران للجزر الثلاث إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، في الوقت الذي ترفض طهران حتى مجرد الجلوس على طاولة المفاوضات، باعتبار الجزر "جزءاً لا يتجزأ" من أراضيها، حد زعمها.
والشهر الماضي، عادت قضية الجزر الثلاث إلى الواجهة، عندما استضافت موسكو اجتماع الحوار الاستراتيجي السادس لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، والذي أكد في بيانه الختامي تأييد مبادرة دولة الإمارات ومساعيها للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لحل هذه القضية وفقاً للشرعية الدولية، ما دعا طهران لاستدعاء السفير الروسي للاحتجاج على البيان.
ولاحقاً اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن ما أسماها "مسألة وحدة أراضي إيران وسيادتها" فيما يتعلق بالجزر الثلاث الإماراتية المحتلة "لن تكون قابلة للتفاوض أبدا".
وترفض إيران مجرد التفاوض مع الإمارات بشأن الجزر، باعتبار هذه الخطوة اعترافاً مبدئياً باحتمال وجود أحقية للإمارات فيها.
وفي الشهر الماضي، أرسلت الولايات المتحدة مزيدا من الطائرات المقاتلة من طراز إف-35 وإف-16 إلى جانب سفينة حربية إلى الشرق الأوسط في محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة بعد احتجاز إيران سفن شحن تجارية في الأشهر القليلة الماضية.
وخلال المناورات، كشف الحرس الثوري الإيراني النقاب عن سفن جديدة مزودة بصواريخ يصل مداها إلى 600 كيلومتر في وقت يتصاعد فيه التوتر مع الولايات المتحدة في الخليج، وفقا ما أفادت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء.
ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن الصواريخ لكنها نقلت عن علي رضا تنكسيري قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإشارة إلى الحاجة للدفاع عن الجزر.
وقال تنكسيري "الجزر في الخليج الفارسي (الخليج العربي) جزء من شرف إيران وسندافع عنها"، مضيفا أن دول المنطقة هي التي يجب أن تكون المسؤولة عن أمن الخليج.
وأضاف "الخليج الفارسي يعود لكل دول المنطقة... على تلك الدول أن تتحلى بالحكمة وتمنع نفسها من الوقوع في مؤامرات وخطط مثيرة للخلاف تحيكها دول من خارج المنطقة"، وفقاً لوكالة رويترز.