أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان مباحثات بشأن "مستجدات الأوضاع في السودان".
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفقا للأمم المتحدة.
وخلال اتصال هاتفي تلقاه الوزير من البرهان مساء السبت، أكد فيصل بن فرحان "أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وجدد دعوة المملكة إلى "التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حلٍ سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق".
وفي 27 يوليو الجاري، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي من مدينة جدة السعودية إلى السودان للتشاور، فيما قالت قوات "الدعم السريع" إن وفدها باقٍ في المملكة.
واتهم الجيش، في بيان آنذاك، "الدعم السريع" بعدم تنفيذ التزاماتها بموجب تفاهمات جرى التوصل إليها في أكثر من جولة تفاوضية في جدة منذ 5 مايو الماضي، معربا عن استعداده لاستئناف المفاوضات حين يتم "تذليل المعوقات".
في المقابل، اتهمت قوات "الدعم السريع" وفد الجيش بإعاقة التوصل إلى اتفاق "وقف العدائيات" وإعلان مبادئ عامة لمفاوضات الحل الشامل، و"الإصرار غير المبرر على فك الحصار عن قياداته في (مقر) القيادة العامة (بالعاصمة الخرطوم)، وإدخال الإمدادات الغذائية والوقود والدواء لهم".
ويتبادل الجيش و"الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
وبين حميدتي والبرهان خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.