أكد وزير الخارجية الأميركي، ونظيره السعودي يوم الجمعة، على التزام دولتيهما المشترك بإنهاء القتال في السودان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان إن "وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدث اليوم (الجمعة) مع وزير خارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان" حيث أكدا على "التزام دولتيهما المشترك لإنهاء الصراع المدمر في السودان وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب السوداني".
وذكر ميلر في البيان أن الوزيرين "ناقشا مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية"، دون الخوض في تفاصيلها.
من جهتها، لم تتطرق وكالة الأنباء السعودية "واس" إلى تفاصيل المكالمة بين الوزيرين، واكتفت بالقول: "جرى خلال الاتصال، استعراض أوجه توطيد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وتعزيزها في مختلف المجالات، كما ناقش الوزيران المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها".
وسبق أن أُعلنت هدن عدة منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي" في 15 أبريل، معظمها برعاية سعودية وأميركية، لكن لم يتمّ الالتزام بها كليا على الأرض.
وأتت هذه المكالمة بعد تنديد شديد للولايات المتحدة، الخميس، بـ "فظائع" سجلتها مصادر موثوقة على أيدي قوات الدعم السريع وحلفائها من المليشيات في دارفور خلال القتال الأخير الذي اندلع منذ منتصف أبريل الماضي، والتي أعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق فيها، الخميس.
كما أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس، بأن 87 شخصا على الأقل بعضهم من عرقية "المساليت" وإثنيات أخرى، دفنوا في مقبرة جماعية، غرب دارفور بالسودان.
وقال المكتب الأممي إن لديه "معلومات جديرة بالثقة عن مسؤولية قوات الدعم السريع عن ذلك"، وهي الاتهامات التي تنفيها هذه الأخيرة.
وبحسب معطيات حصلت عليها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ووصفتها بـ"الموثوقة"، قُتل "هؤلاء بين 13 و21 يونيو في حيَي المدارس والجمارك في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور".
في المقابل، شدد المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع في تصريح لموقع "الحرة"، على أن عناصرها "لم تكن طرفا في الصراع الذي نشب في غرب دارفور خاصة الجنينة"، مشيرا إلى أن "الصراع طابعه قبلي بحت بين المساليت والقبائل العربية وهو صراع قديم متجدد حتى قبل أن يكون هناك دعم سريع".
وفي حين غادر أكثر من 700 ألف شخص السودان الى الدول المجاورة، يعاني من بقي من السكان الذي كان عددهم الاجمالي يقدّر بزهاء 48 مليون نسمة، من نقص المواد الغذائية والخدمات ومصادر الطاقة، بينما تتوالى التقارير عن حالات نهب وعنف جنسي واحتدام الصراعات العرقية خصوصا في إقليم دارفور في غرب البلاد.
وتسبب النزاع بسقوط أكثر من 2800 قتيل، على رغم أن الكثير من المصادر الإغاثية ترجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير. واضطر أكثر من ثلاثة ملايين شخص لترك منازلهم، وفق أرقام الأمم المتحدة.