كشف "ليون بانيتا" ،مدير المخابرات المركزية الأمريكية الأسبق، فى مذكراته التى صدرت فى كتاب حمل عنوان «معارك تستحق»، يحكى عن فصول كثيرة من حياته ومعاركه التى رأى أنها كانت جديرة بخوضها عن معلومات سرية حول مساندة المشير طنطاوي لـ "إسرائيل" في التعامل مع حادثة اقتحام السفارة عقب ثورة 25 يناير.
وأوضح بانيتا أنه تلقى اتصالا هاتفيا وقتها من وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود براك" يطالبه فيه بالتدخل لدى مصر لحل الأزمة، خاصة أنه يكشف عن معلومة لم يعرفها كثيرون وقتها، وهى وجود ستة إسرائيليين محتجزين فى السفارة خلال حصارها قائلاً وصوته يحمل قلقاً واضحاً: "عندنا مشكلة فى مصر، هناك حشد من المصريين يحاصرون سفارتنا وهاجموها، وحطموا أسوارها، وهم يشقون طريقهم الآن داخل المبنى، لقد أخرجنا بالفعل معظم رجالنا من هناك، لكن ما زال هناك ستة من الإسرائيليين محتجزين وراء آخر باب، لا بد أن نخرجهم" .
وتابع بانيتا في مذكراته: " سألته: ماذا تريد منى أن أفعل؟ ورد «باراك» بحدة: أريد منك أن تتصل بـ«طنطاوى» (المشير حسين طنطاوى الذى كان وزيراً للدفاع ورئيساً للمجلس العسكرى وقتها)، وأن تطلب منه أن يرسل قواته الأمنية إلى الساحة، وأن يطلق سراح رجالنا.
واستطرد بانيتا: "إن خطورة الموقف لم تكن تكمن فقط فيما يمكن أن يكون عليه مصير موظفى السفارة الإسرائيلية المحتجزين فى القاهرة،كانت العاصمة الليبية «طرابلس» قد سقطت من قبلها بشهر. وبدأت الاضطرابات والتوترات تجد طريقها إلى سوريا. وحتى صديقى الملك «عبدالله»، ملك الأردن، وجد نفسه يقف على أرضية غير ثابتة.
وحول الخليج، قال بانيتا في مذكراته: "أما شركاؤنا فى الخليج، السعودية والإمارات والبحرين وغيرها، فكانوا يشعرون بالقلق من خططنا حول خفض الإنفاق العسكرى، ولا يطيقون صبراً لدفعنا لمواجهة إيران بشكل أكثر حسماً" .