أعلنت جوجل إطلاق الروبوت "بارد" للمحادثة بعد أشهر قليلة من إطلاق برنامج "تشات جي بي تي" للشركة المنافسة.
وأوضحت جوجل أنّ الروبوت يهدف إلى الجمع بين "المعرفة في العالم وقوة برامجنا اللغوية وذكائها وقدرتها على الابتكار".
وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لـ"ألفابت"، الشركة الأم لـ"جوجل"، في بيان، إنّ الروبوت يهدف إلى "الجمع بين اتساع نطاق المعرفة في العالم من جهة وقوة برامجنا اللغوية وذكائها وقدرتها على الابتكار من جهة أخرى".
وأشار إلى أنّ البرنامج سيستند إلى المعلومات الموجودة عبر الإنترنت لتوفير إجابات حديثة وذات نوعية عالية. وتختلف طريقة عمل "بارد" هذه عن تلك الخاصة بـ"تشات جي بي تي"، إذ يعتمد الأخير على قاعدة بيانات لجمع معلوماته لا على الإنترنت. وسيكون "بارد" تالياً أشبه بمحرك بحث تقليدي كمحرك "غوغل.
ويتمتع روبوت المحادثة الخاص بـ"جوجل" بالقدرة على شرح أحدث اكتشافات التلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لطفل يبلغ تسع سنوات.
ويستند "بارد" إلى "لامدا" (LaMDA)، وهو برنامج حاسوبي صمّمته "جوجل" لتشغيل روبوتات المحادثة (تشات روبوتس)، وأعلنت مجموعة "ماونتن فيو" إطلاق أول نسخة منه عام 2021.
ومع أنّ الذكاء الاصطناعي منتشر منذ سنوات وحتى عقود في المجال التكنولوجي وخارجه أيضاً، سلّط إصدار "تشات جي بي تي" في نوفمبر الضوء على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على إنشاء محتوى أو نص أو رمز أو صورة أو صوت، استناداً إلى البيانات المُتاحة له.
وليس "تشات جي بي تي" البرنامج الأول من نوعه، إلا أنّ ما أثار المفاجأة فيه هو جودة الإجابات التي يوفّرها، سواء من خلال كتابة نصوص تتمحور على موضوع معين، أو شرح مسألة معقدة بطريقة مفهومة، أو حتى تأليف قصيدة أو كلمات أغنية.
وفي نهاية يناير، أعلنت شركة "مايكروسوفت" التي تجمعها شراكة بـأوبن ايه آي"، مبتكرة "تشات جي بي تي"، أنّها ستستثمر نحو 10 مليارات بحسب وسائل إعلام أميركية عدة، لتعزيز تعاونها مع الشركة الناشئة. وتشكل "مايكروسوفت" و"غوغل" و"ميتا" و"أمازون" بين أبرز اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي التي تخصص هذه الشركات استثمارات ضخمة له.
ورأت وسائل إعلام أميركية عدة أنّ إطلاق "تشات جي بي تي" كان بمثابة خضّة لـ"غوغل" التي صحيح أنها كانت تحوز "لامدا"، إلا أنها انكبّت على العمل لابتكار أداة مشابهة لـ"تشات جي بي تي" في غضون مواعيد نهائية ضيقة.
ومن المتوقع أن تعرض "مايكروسوفت" ما أحرزته من تقدّم في مشاريع عدة، فيما توقّعت وسائل إعلام أميركية أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون الموضوع الأبرز وقد يخصّ محرك البحث "بينغ".
وتهدف مرحلة الاختبار خصوصاً إلى التأكد من أنّ إجابات "بارد" أصبحت على مستوى عالٍ من الجودة والأمان والتطابق مع المعلومات الفعلية، بحسب بيتشاي. وعلى غرار "تشات جي بي تي"، تُبهر روبوتات المحادثة مستخدميها بقدر ما تثير القلق لأنها رغم تجنيبها البشر مهاماً شاقة، تشكل تهديداً لوظائف عدة قد يعيد العاملون فيها النظر بفائدة هذه الأدوات.
ورداً بشكل غير مباشر على الأسئلة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، أكّد سوندار بيتشاي أنّ "غوغل" تعتزم إنشاء أنظمة تنطوي على موثوقية.
وقال "ملتزمون بتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة"، مشيرا إلى أن "جوجل" تلجأ إلى منظمات خارجية وهيئات حكومية وخبراء لجعل أداتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي آمنة ومفيدة.