أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ "الحرة"، الجمعة، أن التقارير التي تفيد بأننا "قبلنا أو ندرس تقديم تنازلات جديدة لإيران كجزء من العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي خاطئة بشكل قاطع".
وقال المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "إذا كانت إيران مستعدة للتقيد بالتزاماتها بموجب اتفاق 2015 فنحن على استعداد لفعل الشيء ذاته"، وفقاً لوقع "الحرة" الأمريكي.
وأضاف "لقد تلقينا من خلال الاتحاد الأوروبي تعليقات إيران على النص النهائي المقترح من قبل الاتحاد ونقوم بدراستها. واتصالاتنا مع الاتحاد الأوروبي تتمتع بالخصوصية ونحن على اتصال منتظم معه طوال هذه العملية".
وتعكف الأطراف المعنية بالاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، خصوصا بروكسل وواشنطن، على دراسة الردّ الذي تقدمته به إيران على مقترح للاتحاد الأوروبي، يهدف لإنجاز تفاهم في مباحثات إحياء اتفاق العام 2015.
وكان الاتحاد الأوروبي، منسّق مفاوضات إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه قبل أربعة أعوام، قدّم الأسبوع الماضي اقتراح تسوية "نهائيا"، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر، للرد عليه أملا بتتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف عام.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" فجر الثلاثاء أن طهران قدمت "ردها خطيا على النص المقترح من قبل الاتحاد الاوروبي"، معتبرة أنه "سيتم التوصل إلى اتفاق إذا كان الرد الأميركي يتسم بالواقعية والمرونة".
وقالت متحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "تلقينا رد إيران ليل أمس ... نقوم بدراسته والتشاور مع أطراف آخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة حول سبل المضي قدما".
وأتاح الاتفاق المبرم بين طهران وست قوى دولية كبرى، واسمه الرسمي "خطة العمل الشاملة المشتركة"، رفع عقوبات عن طهران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه خلال عهد رئيسها السابق، دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجا عن معظم التزاماتها.
وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين) مباحثات لإحيائه في أبريل 2021، تم تعليقها مرة أولى في يونيو من العام ذاته. وبعد استئنافها في نوفمبر، علّقت مجددا منذ منتصف مارس مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل انجاز التفاهم.
وأجرى الطرفان بتنسيق من الاتحاد الأوروبي مباحثات غير مباشرة ليومين في الدوحة أواخر يونيو، لم تفضِ إلى تحقيق تقدم يذكر.
وفي الرابع من أغسطس، استؤنفت المباحثات في فيينا بمشاركة من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وبعد أربعة أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية "نهائية".