أحدث الأخبار
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد

اليمن.. هل تغيّر المشهد؟

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 02-10-2014

في يوم الأحد قبل الماضي، تم التوقيع على اتفاق (السلم والشراكة الوطنية) في اليمن؛ استناداً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، في الوقت الذي زحف فيه «الحوثيون» على العاصمة صنعاء، واحتلوا مقار حكومية، منها مقر رئاسة الوزراء والإذاعة، ومقر اللواء الرابع وغيرها! في الوقت الذي قدم فيه رئيس الوزراء محمد باسندوه استقالته، وبرر ذلك بعدم وجود شراكة بينه وبين الرئيس عبدربه منصور هادي، مشيراً إلى أن هذا الأخير انفرد بالسلطة على غير ما نصَّت عليه بنود المبادرة الخليجية وآلياتها. ولقد دعت وزارة الداخلية جميع منتسبيها إلى عدم التواجه مع «الحوثيين» أو أنصارهم، أو مقابلتهم بأي نوع من الاختلافات، بل والتعاون معهم من أجل بسط دعائم الأمن والاستقرار. في الوقت الذي اعتبر فيه الحوثيون زحفهم بمثابة (ثورة) جديدة اكتسبت تأييد الشعب والمؤسسة العسكرية. كما حاصر «الحوثيون» بعض الرموز السياسية /الدينية من الذين يختلفون معهم، ومنهم رجل الدين عبدالمجيد الزنداني. كما تم فرض حظر التجوال من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحاً في أربع مناطق من العاصمة «صنعاء» وأُغلقت المدارس حتى إشعار آخر.
في حوار لي مع صديق حول القضية اليمنية قال لي: إن «الحوثيين» كانوا عقبة أمام الثورة وأمام تقدم الجيش المصري في الستينيات لإزالة الإمامة، ولقد تسببوا في قتل الآلاف من أفراد الجيش المصري، وكانوا يلقون دعماً من بعض الدول العربية التي تساند الملكية والتي كان يعاديها الرئيس المصري جمال عبدالناصر. معلوم أن الثورة قامت ضد (المتوكلية) في شمال اليمن عام 1962، ونشبت معارك بين أنصار (المتوكلية) والموالين للثورة استمرت 8 سنوات. وقام المشير عبدالله السلال بالانقلاب على الإمام (محمد البدر حميد الدين)، وأعلن قيام الجمهورية. ولقد ساند الجيش المصري الثورة، حيث أرسل جمال عبدالناصر نحو 70 ألف جندي تم استنزافهم بصورة واضحة، نظراً للتفوق والإمدادات الخارجية، وقيل إنه قد قُتل في المعارك نحو 26 ألف جندي مصري.

ولم يكن «الحوثيون» على اتفاق مع الرئيس علي عبدالله صالح، بل اشتبكوا خلال 7 سنوات (2004-2011) مع قوات الجيش، وأيضاً مع القوات السعودية عام 2009 في صعدة.

وعن علاقة صالح بـ«الحوثيين»، يقول الباحث اليمني عبدالناصر المودع: (استثمر الرئيس صالح الحركة الحوثية لتعزيز مكانته لدى دول الجوار، حين أصبح صراعه مع «الحوثيين» جانباً من الصراع الإيراني- السعودي- الخليجي في المنطقة. فبفضل الحركة «الحوثية»، أصبح لـصالح دور يؤديه لهذه الدول. وبعد أن انتهى دوره السابق المتمثل في مواجهة الشيوعيين الذين كانوا يحكمون اليمن الجنوبي قبل الوحدة، ومن أجل استمرار قيامه بهذا الدور، فإن صالح لم يكن يريد القضاء نهائياً على الحركة «الحوثية»، حيث أصبح بقاؤها يخدم الرئيس صالح، ويمنح الدور، ويوفر له الموارد والدعم السعودي- الخليجي، خاصة في المجالات العسكرية والأمنية، وكل ذلك السلوك من «صالح» أدى إلى تعزيز قوة الحركة «الحوثية» ونموها حتى انتهاء حكم صالح). (الحركة الحوثية مصادر القوة وحدودها، عبدالناصر المودع).

ورغم أن الحركة بدأت تحت اسم (حركة الشباب المؤمن)، إلا أنها نُسبت إلى مؤسسها (حسين الحوثي)، الذي لقي مصرعه على أيدي القوات اليمنية عام 2004. ويشعر «الحوثيون» بأنهم جماعة مهمشة في القرار اليمني على مدى التاريخ. وهم ينتمون عقائدياً إلى المذهب الزيدي الذي يتفرع عن الشيعة. وينتسبون إلى الإمام زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهم من الاثني عشرية، الأقل تطرفاً من الشيعة الجعفرية، ولا يعارضون الصلاة خلف إمام سني، ولا يُقرون زواج المتعة، ولا يمارسون التقية. كما عُرفوا بـ (الهادوية) نسبة إلى الإمام (الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين).

وترى بعض المصادر أنهم جماعة مستقلة ولا ترتبط بدول أجنبية، وأنهم أيدوا حركة الاحتجاجات الشعبية عام 2011، وناصروا المحتجين في كل من صنعاء وصعدة، وأنهم ليسوا جماعة إرهابية – كما يتم تصويرهم – وأنهم اعترضوا على المبادرة الخليجية، ولربما تحركهم الأخير – هذه الأيام – يُشكل تجسيداً لذلك الاعتراض.

يقول ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، إن «الحوثيين» كانوا مصدر قلق للجارة المملكة العربية السعودية، وفي عام 2009 عبرَ عدد كبير منهم الحدود إلى السعودية وسيطروا على جزء صغير من أراضي المملكة، ما أدى إلى اشتباكات على الحدود أسفرت عن وقوع ضحايا. ورغم عدم «ميل» الكاتب إلى التأكيد عن دعم إيراني للحركة، فإنه يذكر «ادعاء» الرئيس صالح بأن «حزب الله» قام بتدريب الحوثيين على استعمال القذائف الصاروخية والألغام. كما يأتي بادعاء – حسب قوله – بأن (الحوثيين) تلقوا تدريبات على يد (الحرس الثوري الإيراني). كما أعلنت صنعاء عن مصادرة سفينة إيرانية في أكتوبر 2009 كانت تنقل أسلحة مضادة للدبابات مرسلة لـ (الحوثيين). وينقل عن مؤسسة (ستراتفور) الخاصة للاستخبارات العالمية بأن سوريا- حليفة إيران- تسهّل عبور «الجهاديين» إلى اليمن. كما تقوم إيران بدعم تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة، والذي مقره في اليمن. ويدلل الكاتب على مناصرة إيران لـ«الحوثيين» بما ورد في خطاب الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد من إشارة إلى دخول المملكة العربية السعودية في حرب اليمن. (موقع معهد واشنطن – 22/2/2010 ).

وفي الوقت الذي ترى فيه الولايات المتحدة وحليفاتها أن الحرب على الإرهاب قد تشمل كل الحركات المتشددة، وأيضاً تجهيزات «الإجهاز» على هذه الحركات، فإن هنالك آراء لا تتستر على احتواء إقليمي للتمدد الإيراني في الخليج، مع عدم نسيان «تلطف» العلاقة الأميركية الإيرانية، بعد بحث الملف النووي الإيراني وحصول «ليونة» في الموقف الإيراني لقيت الترحيب الغربي، ما خفف من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. ويبقى السؤال: هل فعلاً سيتغيّر المشهد في اليمن، ويصبح «الحوثيون» رقماً مهماً داخل (البيت السياسي) في اليمن؟ وهل من مصلحة اليمن وجيرانه أن يحدث هذا التغيّر؟ وهل سيكون ذلك عامل تهدئة أم تصعيد في علاقات اليمن مع الجيران؟ وهل ستقف إيران موقف المتفرج مما يجري في اليمن، أم أن هذا الأخير سيفتح أبواباً جديدة لإيران يريدها الجيران أن تظل مقفلة للأبد؟ أسئلة ستجيب عليها الأيام القادمة!